''كرة القدم العربية.. هل تحولت من فتنة الشعوب الى فتنة الشعب الواحد''

"كرة القدم العربية..هل تحولت من فتنة الشعوب الى فتنة الشعب الواحد"

خلال القرون الماضية شهدت اوربا العديد من الحروب داخل الدولة الواحدة

او بين دول متعددة وأخرها كانت الحرب العالمية الاولى والثانية

لكن المفارقة ان كل ماحصل تم تجاوزه عن طريق العمل على التكتل والتوحد في

جميع المجالات الى ان انتهت الى تشكيل مايعرف حاليا بالاتحاد الاوربي الذي خلق

شعورا بالاوربيانية بين جميع شعوب اوربا وكانت كرة القدم احدى الوسائل

لخلق هذا الشعور.

لكن الامر الاخطرمن هذا هو ان كرة القدم ايضا تعد في عالمنا العربي فرصة لاحداث

الفتن والتفرقة بين ابناء البلد الواحد فنشهد التهديد والوعيد بين انصار مدينة لأنصار

مدينة اخرى تكون نتائجها جد وخيمة ماديا وبشريا ومعنويا على ذلك البلد فتصبح

هناك حساسية غير مبررة بين مناصري مختلف المدن وسرعان ماتسري على

بقية شرائح المجتمع من غير المناصرين فتجد هذا يقسم الا يدخل تلك المدينة

وذاك يصفها بانها اسرائيل كل هذا مرشح للتطور خاصة اذا تدخل فيها الاعلام ووقف

الى جانب طرف معين على حساب طرف آخر ولعل حادثة

بور سعيد المصرية عبرة لمن يعتبر

فهي كانت الآداة التي خلقت تواصل كبير بين شعوب اوربا ومكنتهم من تبادل خبراتهم
فيما بينهم مما ادى الى تطور وهيب لكرة القدم في هذه الدول وايضا تطور كبير في كافة المجالات

وفي عالمنا العربي تتشابه دوله حكوماتها وشعوبها في كل شيء وبالتالي

لامن المفروض ألا حاجة لنا لاستعمال كرة القدم للتقريب بينها

لكن ما حصل هو العكس فكرة القدم كانت عاملا من عوامل التفرقة بين هذه الدول

بداي من الاحتقان الجماهيري والحملات الاعلامية بين الدول الى شغب على ارض

الميدان وخاجه واعتداءات على انصار ولاعبين ليس هذا فقط بل يتواصل

مسلسل التفرقة الى مابعد انتهاء المبارايات بشهور

فمن نحمله مسؤولية ماحدث و يحدث هل المسؤولين الذين لايحاولون الاستفادة من

طاقات الشباب واستغلالها لما فيد البلاد والعباد وتوجيهها لنشر رسائل المحبة

والاخوة والاتحاد بين البلد الواحد وبقية البلدان

او نلوم الشباب والمناصرين الغير واعيين والذين يختزلون الحياة في كرة القدم

وتكون اقصى آمانيهم الفوز بهذه المباراة او تلك.

اكيد لن نلوم هذا ولا ذاك لكن الاهم من اللوم هو ان تكون لدينا منظومة كروية

متكاملة ومنظمة بدءا من توعية المناصر وجعله يفهم ان المباراة ليست حياة او

موت يمكن ان تخسر اليوم لكن ايضا يمكن ان تفوز غدا لكن بدون ان يموت

شخص او تحمل حقدا في قلبك لفريق مدينة معينة او بلد معين

وعلينا ايضا توفير جميع الامكانيات للنوادي والمنتخبات حتى تؤدي احسن ما لديها

وتصنع الفرجة للمناصرين ليستمتعو بالمباراة بكل اريحية وفي ملاعب لائقة بهم

لان المناصر الذي لايجد الراحة في الملعب يمضي طيلة وقت المباراة متوترا

وسريع الاستجابة لأي استفزاز

وبالتالي كل هذا سيجعل المناصر يدخل للملعب كمتفرج لا كمحارب

مستعد للهجوم او للدفاع

ففي الاخير كلنا اخوة في البلد او اخوة في العروبة والاسلام.

في الاخير نتمنى ان تتقدم كرتنا العربية الى الامام ويتحلى مناصروها

باخلاقيات الرياضة سواء داخل الوطن الواحد او خارجه.

وشكرا

النقاش مفتوح

» مبروووك للبلوووز , وهذه كرة القدم يا ليفربول ..
» الأرجنتين تتقدم وأسبانيا تحافظ على القمة والجزائر في صدارة المنتخبات العربية